• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / من روائع الماضي


علامة باركود

"صارت الفتيان حمما"، "إن الشقي وافد البراجم"

مصطفى شيخ مصطفى


تاريخ الإضافة: 15/8/2010 ميلادي - 6/9/1431 هجري

الزيارات: 22404

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المثَلُ الثاني لعمرو بن هند، وكان سويد بن ربيعة التميمي قَتَلَ أخًا له وهربَ، فقتلَ عمرو تسعة من ولده، وحَلفَ: ليقتُلَنَّ مائةً من قوْمه، فقتلَ ثمانية وتسعين رجلاً منهم إحراقًا بالنار، وكان التاسعُ والتسعون وافدًا من البراجم، أَتَى وقد شدَّه إلى الملك رائحةُ اللحم المشوي من قوْمه، وكانتْ ضمرة صاحبة المثَلِ الأول تمام المائة.

 

مَثَلان في مَثَلٍ؛ أحدهما قالتُه الحمراء بنت ضمرة، والآخر قاله الملك عمرو بن هند، وإليك القصةَ كاملة، كما ذكرتْها كتبُ الأدب، وذلك أنَّ بني تميم قتلوا سعد بن هند أخا عمرو بن هند الملك، فنذرَ عمرو ليقتلَنَّ بأخيه مائةً من بني تميم، فجمعَ أهلَ مملكته، فسارَ إليهم فبلغَهم الخبر، فتفرقوا في نواحي بلادهم، فأتَى دارَهم، فلم يجدْ إلا عجوزًا كبيرة، وهي الحمراء بنت ضمرة، فلمَّا نظرَ إليها وإلى حُمْرتها، قال لها: إني لأحسبك أعجميَّة، فقالتْ: لا، والذي أسأله أن يخفضَ جَناحَك، ويهدَّ عمادَك، ويضعَ وسادَك، ويسْلبَك بلادَك، ما أنا بأعجميَّة، قال: فمَنْ أنت؟ قالتْ:

إِنِّي لَبِنْتُ ضَمْرَةَ بْنِ جَابِرِ
سَادَ مَعَدًّا كَابِرًا عَنْ كَابِرِ
إِنِّي لأُخْتُ ضَمْرَةَ بْنِ ضَمْرَهْ
إِذَا الْبِلاَدُ لُفِّعَتْ بِجَمْرَهْ

 

أنا بنتُ ضمرة بن جابر، ساد مَعَدًّا كابرًا عن كابر، وأنا أخت ضمرة بن ضمرة، قال: فمَن زوجُك؟ قالتْ: هوذة بن جرول، قال: وأين هو الآن، أمَا تعرفين مكانه؟ قالتْ: هذه كلمة أحمق، لو كنتُ أعلم مكانَه، لحالَ بينك وبيني، قال: وأيُّ رجلٍ هو؟ قالتْ: هذه أحمق من الأولى، أعن هوذة يُسْأَلُ؟! هو والله طيِّبُ العِرْق، سمين العرق، لا ينام ليلةَ يخاف، ولا يشبعُ ليلة يُضاف، يأكلُ ما وَجَد، ولا يسألُ عما فَقَد، فقال عمرو: أما والله لولا أنِّي أخافُ أن تلدي مثْلَ أبيك وأخيك وزوجك لاستبقيتُك، فقالتْ: وأنت والله لا تقتلُ إلا نساءً أعاليها ثدي وأسفلها دمي، ووالله ما أدركتَ ثأرًا ولا مَحوتَ عارًا، وما مَن فعلتَ هذه به بغافلٍ عنك، ومع اليوم غد، فأمرَ بإحراقها، فلمَّا نظرتْ إلى النار، قالتْ: هيْهَات صارتِ الفتيان حِمَما، فذهبتْ مثلاً، ثم أُلْقِيَتْ في النار.

 

وكان عمرو بن هند أقسمَ ليحرقَنَّ من بني حنظلة مائةَ رجلٍ، فخرج يريدهم وبعثَ على مقدمته الطائي عمرو بن ثعلبة بن عتاب بن ملقط، فوجدوا القومَ قد نذروا، فأخذوا منهم ثمانية وتسعين رجلاً بأسفل أُوَارة من ناحية البحرين، فحبسهم، ولحقَه عمرو بن هند، حتى انتهى إلى أوارة، فضربتْ فيه قُبَّتُه، فأمرَ لهم بأخدود فحُفِرَ لهم، ثم أضْرَمَه نارًا، فلمَّا احتدمتْ وتلظَّتْ، قذفَ بهم فيها، فاحترقوا.

 

وأقبلَ راكبٌ من البراجم - وهم بطن من بني حنظلة - عند المساء، ولا يدري بشيءٍ مما كان يوضعُ له بعيره فأناخَ، فقال له عمرو بن هند: ما جاء بك؟ قال: حُبُّ الطعام، قد أقويتُ ثلاثًا لم أذقْ طعامًا، فلمَّا سطعَ الدُّخَان ظننْتُه دُخانَ طعامٍ، فقال له عمرو بن هند: ممن أنت؟ قال: من البراجم، قال عمرو: إن الشقي وافدُ البراجم، فذَهَبَ مثلاً، ورمى به في النار، فهجَتِ العرب تميمًا بذلك، فقال ابن الصعق العامري:

أَلاَ أَبْلِغْ لَدَيْكَ بِنِي تَمِيمٍ
بِآيَةِ مَا يُحِبُّونَ الطَّعَامَا

 

ولذلك عُيِّرتْ بنو تميم بنقب الطعام، لِمَا لَقِيَ هذا الرجل؛ قال الشاعر:

إِذَا مَا مَاتَ مَيْتٌ مِنْ تَمِيمِ
فَسَرَّكَ أنْ يَعِيشَ فَجِئْ بِزَادِ
بِخُبْزٍ أَوْ بِلَحْمٍ أَوْ بِتَمْرٍ
أَو الشَّيءِ الْمُلَفَّفِ فِي الْبِجَادِ
تَرَاهُ يُنَقِّبُ الآفَاقَ حَوْلاً
لِيَأْكُلَ رَأْسَ لُقْمَانَ بْنِ عَادِ

 

وعمرو بن هند هذا هو الذي يُقال له: مضرط الحجارة، سُمِّي بذلك لشدة وطْأَتِه وصرامته، وهو مُحْرِقٌ أيضًا، سُمِّي بذلك؛ لأنه أحرقَ ثمانية وتسعين رجلاً من بني دارم بالنار وأكملهم مائة برجلٍ من البراجم، وامرأة نهشليَّة تملك شجاعةً نادرة، فقد واجهتِ الملك بما يكره، انتصر لنفسه بالقتْل، وانتصرتْ لنفسها بالقول والعقْل، وشتَّان بين منتصرٍ ومنتصر، شتَّان بين ملكٍ وامرأة!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة